كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



820- الحديث الثَّامِن:
قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم «الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة».
قلت غَرِيب بِهذا اللَّفْظ وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن اسْم الْبَدنَة تخْتَص بِالْإِبِلِ.
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حديث مَالك عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قال نحرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِية الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة انْتَهَى.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأُضْحِية عَن جَابر قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَالْجَزُور عَن سَبْعَة» انْتَهَى.
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن جَابر مَرْفُوعا وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن حَفْص بن جَمِيع عَن مُغيرَة عَن إبراهيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه سَواء.
821- الحديث التَّاسِع:
رُوِيَ أَن مُشْركي مَكَّة كَانُوا يُؤْذونَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه أَذَى شَدِيدا وَكَانُوا يأْتونَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من بَين مَضْرُوب ومشجوج ويتظلمون إِلَيْهِ فَيقول «اصْبِرُوا فَإِنِّي لم أومر بِقِتَال» حَتَّى هَاجر فأنزلت هَذِه الآية: {أذن للَّذين يقاتلون } بَعْدَمَا نهي عَن الْقِتَال فِي نَيف وَسبعين آيَة.
قلت غَرِيب جدا وَعَزاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط لِلْمُفَسِّرِينَ.
822- الحديث الْعَاشِر:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه سُئِلَ عَن الْأَنْبِيَاء فَقال «مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا قيل فكم الرُّسُل مِنْهُم قال ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا».
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حديث إبراهيم بن هِشَام بن يَحْيَى الغساني حَدثنَا أبي عَن جدي يَحْيَى الغساني عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَائِذ بِاللَّه عَن أبي ذَر قال «دخلت الْمَسْجِد فَإِذا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَالس وَحده فَقال يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا. قال فَرَكَعْتهمَا ثمَّ عدت فَجَلَست فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّك أَمرتنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاة قال خير مَوْضُوع فَاسْتَكْثر أَو اسْتَقل. قلت يَا رَسُول الله أَي الْعَمَل أفضل قال إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْمُؤمنِينَ أكمل إِيمَانًا قال أحْسنهم أَخْلَاقًا. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْمُسلمين أسلم قال من سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّلَاة أفضل قال طول الْقُنُوت. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْهِجْرَة أفضل قال من هجر السَّيِّئَات. قلت يَا رَسُول الله فَمَا الصّيام قال فرض مَجْزِي وَعند الله أَضْعَاف كَثِيرَة. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْجِهَاد أفضل قال من عقر جَوَاده وَأُهْرِيقَ دَمه. قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّدَقَة أفضل قال جهد الْمقل. قلت يَا رَسُول الله فأيما أنزل الله عَلَيْك أعظم قال آيَة الْكُرْسِيّ, ثمَّ قال يَا أَبَا ذَر مَا السماوات السَّبع مَعَ الْكُرْسِيّ إِلَّا كحلقة ملقاة فِي فلاة وَفضل الْعَرْش عَلَى الْكُرْسِيّ كفضل الفلاة عَلَى الْحلقَة. قلت يَا رَسُول الله كم الْأَنْبِيَاء قال مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا. قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل من ذَلِك قال ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا. قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قال آدم. قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قال نعم خلقه الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه. قلت يَا رَسُول الله كم أنزل الله من كتاب قال مائَة كتاب وَأَرْبَعَة كتب أنزل عَلَى شِيث خَمْسُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى أَخْنُوخ ثَلَاثُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى إبراهيم عشر صَحَائِف وَأنزل عَلَى مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان. قال قلت يَا رَسُول الله مَا كَانَت صحيفَة إبراهيم قال كَانَت أَمْثَالًا مِنْهَا أَيهَا الْملك الْمُسَلط الْمُبْتَلَى الْمَغْرُور إِنِّي لم أَبْعَثك لِتجمع الدُّنْيَا بَعْضهَا إِلَى بعض وَلَكِني بَعَثْتُك لِترد عني دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنِّي لَا أردهَا وَلَو كَانَت من كَافِر وَعَلَى الْعَاقِل مَا لم يكن مَغْلُوبًا عَلَى عقله أَن يكون لَهُ سَاعَات سَاعَة يُنَاجِي فِيهَا ربه وَسَاعَة يُحَاسب فِيهَا نَفسه وَسَاعَة يتفكر فِيهَا فِي صنع الله وَسَاعَة يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ من الْمطعم وَالْمشْرَب وَنَحْوه وَعَلَى الْعَاقِل أَلا يكون ظَاعِنًا إِلَّا لثلاث تزَود لِمَعَاد وَمَرَمَّة لِمَعَاش وَلَذَّة فِي غير محرم وَعَلَى الْعَاقِل أَن يكون بَصيرًا بِزَمَانِهِ مُقبلا عَلَى شَأْنه حَافِظًا لِلِسَانِهِ وَمن حسب كَلَامه من عمله قل كَلَامه إِلَّا فِيمَا يعنيه. قلت يَا رَسُول الله فَمَا كَانَت صحف مُوسَى قال كَانَت عبرا كلهَا عجبت لمن أَيقَن بِالْمَوْتِ كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن أَيقَن بالنَّار ثمَّ هُوَ يضْحك وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقدرِ ثمَّ هُوَ ينصب وَعَجِبت لمن رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ اطْمَان إِلَيْهَا وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْحِسَابِ غَدا ثمَّ لَا يعْمل قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال عَلَيْك بِتِلَاوَة القران وَذكر الله فَإِنَّهُ نور لَك فِي الأرض وَذخر لَك فِي السماء. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال إياك وَكَثْرَة الضحك فَإِنَّهُ يُمِيت الْقلب وَيذْهب بِنور الْوَجْه. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال عَلَيْك بِالصَّمْتِ إِلَّا من خير فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان عَنْك وَعون لَك عَلَى أَمر دينك. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال عَلَيْك بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال أحب الْمَسَاكِين وَجَالسهمْ. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال انْظُر إِلَى من تَحْتك وَلَا تنظر إِلَى من فَوْقك فَإِنَّهُ أَجْدَر أَلا تَزْدَرُوا نعْمَة الله. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال قل الْحق وَإِن كَانَ مرا. قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قال ليردك عَن النَّاس مَا تعرف من نَفسك وَكَفَى بك عَيْبا أَن تعرف من النَّاس مَا تجْهَل من نَفسك أَو تَجِد عَلَيْهِم فِيمَا تَأتي. ثمَّ ضرب بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقال يَا أَبَا ذَر لَا عقل كالتدبير وَلَا ورع كَالْكَفِّ وَلَا حسب كحسن الْخلق». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل عَن يَحْيَى بن سعيد السَّعْدِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر... فَذكره بِلَفْظ ابْن حبَان سَواء وَسكت عَنهُ، وَبِهذا السَّنَد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَقال إِن يَحْيَى السَّعْدِيّ ضَعِيف انْتَهَى.
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما من حديث معَان بن رِفَاعَة السلَامِي عن علي بن يزِيد الدِّمَشْقِي عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ مولَى يزِيد بن مُعَاوِيَة السَّامِي عَن أبي أُمَامَة «أَن أَبَا ذَر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كم الْأَنْبِيَاء فَقال مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا فَقال كم المُرْسَلُونَ مِنْهُم فَقال ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة عشر جما غفيرا» انْتَهَى وَمَعَان وَعلي بن يزِيد وَالقَاسِم ثَلَاثَتهمْ ضعفاء.
وَقد خَالف ابْن حبَان فِي هذا الحديث أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ فَأوردهُ فِي كِتَابه الموضوعات واتهم بِهِ إبراهيم بن هِشَام وَلَا شكّ أَنه تكلم فِيهِ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل من أجل هذا الحديث.
823- الحديث الْحَادِي عشر:
حديث تِلْكَ الغرانيق العلى:
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا يُوسُف بن حَمَاد حَدثنَا أُميَّة بن خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِيمَا أَحسب أَشك فِي الحديث «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ بِمَكَّة فَقرأ سُورَة النَّجْم حَتَّى انْتَهَى إِلَى قوله: {تعالى أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الأخرى} فَجَرَى عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى الشَّفَاعَة مِنْهَا تُرْتَجَى قال فَسمع ذَلِك مُشْرِكُوا مَكَّة فسروا بذلك فَاشْتَدَّ عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأنْزل الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقَى الشَّيْطَان فِي أمنيته فَينْسَخ الله مَا يلقى الشَّيْطَان ثمَّ يحكم الله آيَاته}». انْتَهَى. ثمَّ قال هذا حديث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِإسناد مُتَّصِل يجوز ذكره إِلَّا بِهذا الْإسناد وَلَا نعلم أحدا أسْند هذا الحديث عَن شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا أُميَّة وَلم نَسْمَعهُ نَحن إِلَّا من يُوسُف بن حَمَاد وَكَانَ ثِقَة وَغير أُميَّة يحدث بِهِ عَن أبي بشر عَن سعيد ابْن جُبَير مُرْسلا وَإِنَّمَا يعرف هذا الحديث عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَأُميَّة ثِقَة مَشْهُور. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَفظه عَن سعيد بن جُبَير لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سعيد بن جُبَير مُرْسلا لم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول.
وَأخرجه الطَّبَرِيّ عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَعَن قَتَادَة وَعَن أبي الْعَالِيَة.
وَأخرجه أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس وَلَكِن فِيهِ عدَّة مَجَاهِيل عينا وَحَالا.
وَقد أَطَالَ النَّاس الْكَلَام عَلَى هذا الحديث وَفِي الطعْن فِيهِ وَمِمَّنْ أَجَاد فِي ذَلِك القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَمُلَخَّص كَلَامه قال وَقد توجه لبَعض الْمُلْحِدِينَ سُؤَالَات وَذكر مِنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سُورَة النَّجْم قال: {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الأخرى} قال تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى وَيروَى تَرْتَضِي فَلَمَا ختم السُّورَة سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْكفَّار لما سَمِعُوهُ أَثْنَى عَلَى آلِهَتهم وَفِي رِوَايَة إِن الشَّيْطَان أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ تمنى ألو نزل عَلَيْهِ شَيْء يُقَارب بَينه وَبَين قومه وَفِي رِوَايَة أَلا ينزل عَلَيْهِ شَيْء ينفرهُمْ عَنهُ وَذكر هَذِه الْقِصَّة وَأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَهُ فَعرض عَلَيْهِ السُّورَة فَلَمَا بلغ الْكَلِمَتَيْنِ فَقال مَا جئْتُك بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ فَحزن لذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأنْزل الله تَسْلِيَة لَهُ {وما أرسلنا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي } الآية وَقوله: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك } الآية ثمَّ قال وَيَكْفِيك فِي توهين هذا الحديث أَنه حديث لم يُخرجهُ أحد من أهل الصِّحَّة وَلَا رَوَاهُ ثِقَة بِسَنَد سليم مُتَّصِل وَإِنَّمَا أولع بِهِ وبمثله الْمُفَسِّرُونَ والمؤرخون المولعون بِكُل غَرِيب الْمُتَلَقِّفُونَ من الصُّحُف كل صَحِيح وَسَقِيم وَصدق القَاضِي بكر بن الْعَلَاء الْمَالِكِي حَيْثُ قال لقد بلي النَّاس بِبَعْض أهل الْأَهْوَاء وَالتَّفْسِير وَتعلق بذلك الْمُلْحِدُونَ مَعَ ضعف نقلته واضطراب رواياته وَانْقِطَاع إسناده وَاخْتِلَاف كَلِمَاته فَقَائِل يقول إِنَّه فِي الصَّلَاة وَآخر يقول قالهَا فِي نَادِي قومه حِين أنزلت عَلَيْهِ السُّورَة وَأخر يقول قالهَا وَقد أَصَابَته سنة وَآخر يقول بل حدث نَفسه فَسَهَا وَآخر يقول إِن الشَّيْطَان قالهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما عرضهَا عَلَى جِبْرِيل قال مَا هكَذَا أقرأتك وَأخر يقول بل علمهمْ الشَّيْطَان أَنه صلى الله عليه وسلم قرأهَا فَلَمَا بلغ النَّبِي ذَلِك قال وَالله مَا هكَذَا أنزلت. إِلَى غير ذَلِك من اخْتِلَاف الروَاة وَمن حكيت عَنهُ هَذِه الْحِكَايَة من الْمُفَسّرين وَغَيرهم لم يسندها أحد مِنْهُم وَلَا رَفعهَا إِلَى صَاحب وَأكْثر الطّرق عَنْهُم ضَعِيفَة وَالْمَرْفُوع فِيهَا حديث الْبَزَّار وَقد بَين الْبَزَّار أَنه لَا يعرف من طَرِيق يجوز ذكره سُوَى مَا ذكر وَفِيه من الضعْف مَا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ وُقُوع الشَّك وَحديث الْكَلْبِيّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ لَا تجوز رِوَايَته لكذبه وَقُوَّة ضعفه. وَالَّذِي مِنْهُ فِي الصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قرأ والنجم وَهُوَ بِمَكَّة فَسجدَ وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنّ وَالْإِنْس.انْتَهَى.
هذا توهِينه من جِهَة النَّقْل ثمَّ ذكر توهِينه من جِهَة الْمَعْنى بِوُجُوه كَثِيرَة يطول ذكرهَا.
رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث يُوسُف بن حَمَاد بِهِ عَن سعيد بن جُبَير قال لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ بِمَكَّة فَقرأ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الأخرى} فَألْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى فَلَمَا بلغ آخرهَا سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَأنزل الله {وما أرسلنا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي } الآية». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمي حَدثنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَينا هو يُصَلِّي فَقرأ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ... فَذكر نَحوه.
وَرَوَاهُ أَيْضا من حديث يَحْيَى بن كثير حَدثنَا الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَأَبُو بكر الْهُذلِيّ وَأَيوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس... فَذكر نَحوه، وَرَوَاهُ فِي سُورَة النَّجْم حَدثنِي إبراهيم بن مُحَمَّد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن علي الْمُقرئ الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الطَّيَالِسِيّ حَدثنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن عرْعرة حَدثنَا أَبُو عَاصِم النَّبِيل حَدثنَا عُثْمَان بن الْأسود عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الأخرى} تِلْكَ الغرانيق العلى وَشَفَاعَتهنَّ تُرْتَجَى ففرح الْمُشْركُونَ بذلك وَقالوا قد ذكر آلِهَتنَا فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَقال اقرأ على مَا جئْتُك بِهِ فَقرأ لَهُ كَذَلِك فَقال مَا أَتَيْتُك بِهذا وَإِن هذا لمن الشَّيْطَان فَأنْزل الله {وما أرسلنا من قبلك من رَسُول } الآية انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يُونُس ابْن مُحَمَّد بن فضَالة الطَّفْرِيُّ عَن أَبِيه قال وحَدثني كثير بن زيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب قالا «جلس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوما مَجْلِسا فِي نَاد من تِلْكَ الأندية حول الْكَعْبَة فَقرأ عَلَى قومه {والنجم إِذا هوى }...» إِلَى آخر الْمَتْن الَّذِي قبله.
824- الحديث الثَّانِي عشر:
عَن عقبَة بن عَامر «قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قال نعم إِن لم تسجدها فَلَا تقرأهما».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة من حديث عبد الله بن لَهِيعَة عَن مشرح بن هاعان عَن عقبَة بن عَامر قال «قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قال نعم وَمن لم يسجدها فَلَا يقرأهما». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَلم يُصَحِّحهُ وَإِنَّمَا قال هذا حديث لم نَكْتُبهُ مُسْندًا إِلَّا من هذا الْوَجْه وَعبد الله بن لَهِيعَة أحد الْأَئِمَّة وَإِنَّمَا نقم عَلَيْهِ اخْتِلَاطه فِي آخر عمره. انْتَهَى وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ قال لَيْسَ إسناده بِالْقَوِيّ. انْتَهَى.
825- الحديث الثَّالِث عشر:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه رَجَعَ من بعض غَزَوَاته فَقال «رَجعْنَا من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الأكبر».
قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد وَهُوَ مُجَلد لطيف أخبرنَا علي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا تمْتَام حَدثنَا عِيسَى بن إبراهيم حَدثنَا يَحْيَى بن يعلي عَن لَيْث عَن عَطاء عَن جَابر قال قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قوم غزَاة فَقال عَلَيْهِ السَّلَام «قدمتم خير مقدم من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الأكبر» قيل وما الْجِهَاد الأكبر قال «مجاهدة العَبْد هَوَاهُ». انْتَهَى قال الْبَيْهَقِيّ هذا إسناد فِيهِ ضعف.انْتَهَى.
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي كتاب الَكِنى أَخْبرنِي حَدثنَا أَبُو مَسْعُود مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَقْدِسِي سَمِعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول لِأُنَاس جَاءُوا من الْغَزْو وَقد جئْتُمْ من الْجِهَاد الْأَصْغَر فَمَا فَعلْتُمْ فِي الْجِهَاد الأكبر قالوا يَا أَبَا إِسْمَاعِيل وما الْجِهَاد الأكبر قال جِهَاد الْقلب. انْتَهَى.
826- الحديث الرَّابِع عشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال «من قرأ سُورَة الْحَج أعطي من الْأجر كحجة حَجهَا وَعمرَة اعْتَمَرَهَا بِعَدَد من حج وَاعْتمر فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس. اهـ.